أصوات السماء / سفراء القرآن 1 ///// فضيلة الشيخ عبد الباسط عبد الصمد /// بقلفم أحمد النجار كاتب مصري
أصوات السماء
سفراء القرآن 1
ــــــــــــــــــــــــــــ
صوت
السماء
فضيلة الشيخ
عبد الباسط عبد الصمد
الحلقة الأولي
بقلم
أحمد النجار
كاتب مصري
&& المصدر : كتاب سفراء القرآن أهل
الله وخاصته / تأليف
الأستاذ / أحمد همام / الجزء الأول .
الناشر : مركز الراية للنشر والإعلام / طبعة
1419 هـ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أدين بالفضل إلي الانترنت واليوتيوب أنه احتفظ لنا بذخيرة حية قرآنية مجانية من
تسجيلات صوت السماء فضيلة الشيخ
عبد الباسط عبد الصمد .
شيخنا الجليل يهتز قلبي وكل وجداني عند سماع
صوته الملائكي الطاهر ، يتلو آيات الله بخشوع رباني .
استقبلت قرية المراعزة مركز ارمنت بمحافظة
قنا في أقصي صعيد مصر مولد الطفل
الكريم عبد الباسط ابن الشيخ محمد عبد
الصمد سنة 1927 م.
نشأ الطفل عبد الباسط وسط أسرة قرآنية تهتم
بكتاب الله ، فزادهم الله عز وجل مجداً
وعزا .
جد الشيخ عبد الصمد كان من الأتقياء وحفظة
كتاب الله المشهود لهم بالتمكن في الحفظ
والتجويد .
أما جده من ناحية أمه ، فهو العارف بالله
الشيخ الجليل أبو داود ، صاحب المقام المعروف بمدينة أرمنت بصعيد مصر .
أما والده فهو الشيخ محمد عبد الصمد ، كان
أحد المجودين للقرآن الكريم .
له شقيقان هما محمود وعبد الحميد ، وكانا
يحفظان القرآن بالكتّاب ، ولحق بهما أخوهما الأصغر سناً عبد الباسط وهو لم يتجاوز
السادسة من عمره .
عمل والد الشيخ عبد الباسط بوزارة المواصلات
قطاع الصعيد ، وقد رسخ في يقينه أن الثروة الحقيقية والكنز الثمين الذي لا تنفذ خزائنه
لا يكون إلا في ظلال القرآن الكريم .
لذلك أختار لأولاده الكتّاب كي يكون نقطة
الانطلاق إلي حياة
يظلها القرآن الكريم في الدنيا والآخرة .
في أرمنت سُميت عائلة الشيخ محمد عبد الصمد
بالعائلة القرآنية ، وأُطلق علي بيتهم بيت القرآن .
التحق الطفل الموهوب عبد الباسط بكتّاب الشيخ
الأمير بأرمنت .
استقبله الشيخ أحسن استقبال بعد أن توسم فيه
كل المؤهلات القرآنية .
لقد وجده الشيخ الأمير كنز ثمين لابد من
رعايته وصقله بأحكام القرأن الكريم .
عرف الشيخ الأمير أن تلميذه الموهوب يتميز
بجملة من المواهب والنبوغ ، تتمثل في سرعة استيعابه لما أخذه من القرآن الكريم
وشدة انتباهه وحرصه علي متابعة شيخه بشغف وحب ودقة التحكم في مخارج الألفاظ والوقف
وعذوبة الصوت .
لقد اعتبره الشيخ الأمير جوهرة يجب المحافظة
عليها .
استمر الطفل عبد الباسط مع شيخه حتي أتم حفظ كتاب الله قبل سن العاشرة
!
في ذلك الزمان كانت أرمنت مدينة كبيرة ، ذات
مساحة واسعة وكثافة سكانية عالية ، لكنها لا تملك أكثر من راديو واحد لدى أحد
التجار الأثرياء !
كان الطفل عبد الباسط يسير علي قدميه مسافة
ثلاثة كيلو
مترات
، ليستمع إلي القيثارة المرحوم الشيخ محمد رفعت عبر موجات
الإذاعة !
أطلق أهل أرمنت علي الطفل عبد الباسط لقب الشيخ وهو في الثانية عشرة من عمره ، وأصبح
الشيخ عبد الباسط حديث أهل المنطقة كلها ، وتناقل الناس أخباره ، وتوقع له كل من استمع إليه أنه سوف
يحدث ضجة وثورة كبيرة في عالم القراء ، لأنه صاحب مدرسة صوتية قرآنية فريدة منذ
طفولته المبكرة !
الرحيل إلي طنطا
فكر الوالد كثيراً في مستقبل ابنه عبد الباسط
وبكيفية تمكينه من أحكام القرآن وعلومه حتي يستطيع مجاراة فحول القراء والمشاهير
منهم عند تلاوته للقرآن الكريم ، هو يدرك
جيداً أن جمال الصوت وعزوبته يحتاجان إلي معرفة الأحكام والتجويد .
أشار عليه أحد علماء قنا بأن يذهب بابنه إلي الوجه البحري كي
يتعلم التجويد وعلوم القرآن بمدينة طنطا علي يد الشيخ محمد سليم حمادة .
كان القرار صعب جداً علي الوالد وكل أفراد
الأسرة وعلي الشيخ عبد الباسط نفسه ، كيف يترك أهله ودياره ويتجه للوجه البحري ،
كيف يواجه وحشة الغربة وحيداً وهو في الثانية عشرة من عمره ؟!
كان قرار الوالد الحكيم أن يذهب ابنه عبد
الباسط إلي طنطا كي يتقن علوم القرآن وأحكامه .
لكن شاءت إرادة الله أن يأتي الشيخ محمد سليم
حمادة بنفسه إلي أرمنت مدرساً للقراءات
بالمعهد الديني الأزهري .
استقبله أهل
المدينة أحسن استقبال لأنهم يعلمون قدراته ومكانته بين أهل العلم والقرآن .
ذهب إليه الشيخ عبد الباسط وراجع عليه القرآن
الكريم كله ثم حفظ الشاطبية التي هي المتن
الخاص بعلم القراءات السبع .
وبدأت رحلة شيخنا الجليل مع القرآن الكريم
تجويداً وترتيلا وذاع صيته في كل أنحاء صعيد مصر .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إلي اللقاء ــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــ الحلقة الثانية قريباً إن شاء
الله ــــــــــــــــــــ
أحمد النجار
كاتب مصري
تعليقات
إرسال تعليق