يوميات مصرية
//////
49 /////
ــــــــــــــــــــــــــ
مصر سنة 5500م
عبقرية المهندس حسن فتحي !
كلمات
أحمد النجار
شاعر مصري
فكرة قديمة عبقرية ،
نفذها المهندس الراحل حسن فتحي شيخ المعماريين العرب والمصريين .
إنها بيوت الطين !!
يا لها من فكرة
رائعة نفذها المهندس الراحل في الأقصر وأقصي صعيد مصر ونجحت نجاحا كبيرا !
المصريين سنة 5500
ميلادية ، وصل سعر طن الحديد الي 100000 ألف جنيه مصري !
طن الاسمنت 40000 ألف جنيه مصري !
فماذا يفعلون ؟!
البناء أصبح
مستحيلاً بتلك الأسعار الرهيبة !
فكان قرار أم الدنيا
تحريم البناء بالحديد والاسمنت في
كافة أنحاء المحروسة
، وان يتم البناء وتشييد المباني كلها بالطين المصري الفرعوني الأصيل .
مع الاستعانة بأخشاب
الأشجار المعمرة ، مع طلاء قشرة خفيفة من الاسمنت والجبس علي واجهة المنازل ومن الداخل أيضا .
وقررت كذلك طلاء
جميع البيوت والإنشاءات باللون الأخضر
الساحر علي حساب الحكومة المصرية ، هدية منها للشعب المصري الأصيل .
تم بناء ملايين
المساكن والبيوت بالطوب الطيني الأخضر
وبمساحات واسعة ، وبحد أقصي دورين فقط لكل منزل .
انبهر العرب بتفكير أم
الدنيا وكيف أنها استطاعت حل المشكلة
السكانية لشعبها الملياري بأبسط الحلول والإمكانيات
!
كان منظر البيوت
المليونية باللون الأخضر رائعا وكأنها جنات عدن علي الأرض !
حتي أن اللون الأخضر
شجّع العرب علي زراعة كل صحاريهم المهملة بكل أنواع المزروعات .
ـــــــــــــ هيا نعيش معاً الحلم المصري العربي ـــــــــــــ
حسن فتحي أخونا
مهندس ...
كانت هندسته أفكار
...
انشأ بيوتات من طين
حواليها فل وأزهار
...
شيخ المعماريين
قالها لنا ...
أم الدنيا ليه تحتار
...؟!
طين بلدي أصله من
الطمي ...
كله بركة وخير وعمار
...
راح الأقصر قال
لأولادها ...
عايزين في بلادكم
معمار ؟
قالوا عايزين بيت
يسترنا ...
الحديد غالي الأسعار
..!
حسن راح لأم الدنيا
...
يتباحث جشع التجار
...
قالت أم الدنيا
لحسن...
أنت مهندس ليك أفكار
...
فكّر يا أبوعلي أزاي
...
نبني بيوت من غير
مسمار ؟!!
أبو علي قال لها
بسيطة ...
أرضك فيها خير وعمار
..
طين الفراعين ما أقواه
...
كله كنوز وأسرار ...
كله كنوز وأسرار
...!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اقترح يا أم الدنيا
...
نبني مبانينا من طين
...
ونقول للحديد ميرسي
...
والاسمنت كمان آسفين
!
وبيوتنا فيها قباب
....
زي قصور السلاطين
...
أم الدنيا قالت ...
حسن ابني كله تفانين
...
خايف علي شعبه وعاش
...
واحد منهم كالمساكين
...!
أمرت أم الدنيا
حكومتها ...
تبني بيوتات من طين
...
ويكون سقفها أخشاب
...
حواليها حشو وتبطين
...
الناس فرحت واندهشت
...
قالت إحنا ممنونين
...
طن الحديد بالآلاف ...
كنا في البناء
عاجزين ...!
والاسمنت كله شك ...
وإحنا في النية
صادقين !
قالت أم الدنيا خلاص
...
ممنوع البناء بحديد
...
للشعب وكل المقيمين
...
عايزة مليون بيت ...
في الصحرا ...
كلهم أخشاب وطين ...
ويهندسهم حسن فتحي
...
بقبابه زي الفراعين
...
بقبابه زي الفراعين
..!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حسن فتحي قام
يتوكل..
علي ربه وقال يا
معين ...
راح الصعيد الجواني
...
شاف البؤساء نايمين
...
شمّر ذراعاته بإصرار
..
طلب كتيبة مهندسين
...
راح سأل في أسوان
...
المحافظ والمسئولين
...
قال فين طمي بلادي
...
اللي غرقان في الطين
..؟
عايز منه ألوف أطنان
...
نبني بيوت للمساكين
...
في ساعات تم البناء
...
من غير قرض عقاري
مهين !
شافت أم الدنيا
صعيدها ....
فرحان منذ سنين ...
سألت قالوا حسن فتحي
...
حقيقي ابن الفراعين
...
شاف أجداده و إبداعاتهم
...
نفّذ مهاراته بتمكين
...
حسن فتحي قال أخواتي
افديهم بالروح والعين ...
لازم يعيشوا بكرامة
....
ويناموا كمان
مرتاحين ...
عجبت أم الدنيا
الفكرة ...
أمرت كل الفلاحين
....
يبنوا بيوت في أراضيهم..
من غير تجريف ...
ويحافظوا علي الزرع
الأخضر ...
ينفعهم في صيف وخريف
...
تبقي أيامهم كلها
خضرا ...
مش أوهام وتزييف
...!
مش أوهام وتزييف
..!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في ظرف عام أو عامين
...
انتشرت بيوتات الطين
...
حسن فتحي ابتكر
الفكرة ...
حلّت مشاكل ملايين ...
أم الدنيا أمرت الكل
....
يدهن بيته بذوق
وحنين ...
أعطتهم لاكيه أخضر
...
مجانا للمصريين ....
صارت بيوتهم كالجنة
...
عايش فيها حور العين
...!
انبهر العالم العربي
...
بتفكير الفراعين ...
مشاكلهم لقوا ليها
حلول ..
بإبداع وتفنين ...
شكل اللون الأخضر
روعة ...
قالوا إحنا زراعيين
...
زرعوا صحاريهم بأيديهم
...
قطن وقمح ويقطين ...
البركة حلّت في
زراعتهم ...
القيراط ينتج فدادين
...
شكر العرب أم الدنيا
...
وأولادها كل
الفراعين ...
أولادها كل الفراعين
...!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حسن فتحي بني حضارة
....
زى حضارة أجداده
....
ولا عمره سلّم لليأس
...
ولا بان عجزه وسواده
...
قال من الطين نعمل
حاجة ...
تستر المصري وأولاده
...
أم الدنيا قالت شاطر
...
حسن ابني أحب وداده
...
عارف أن العمل عبادة
...
وصناعته تكتب ميلاده
...
لو كان حسن رحل عنا
...
عمري ما أعلن يوم
حداده ...
روحه عايشة وأفكاره
....
للفراعين تحكي أمجاده
..
للفراعين تحكي أمجاده
...!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عاشت مصر ام الدنيا
...
وأخواتها العرب
يعيشون ...
حضارتها نور للبشرية
...
وهداية وعلم وفنون
...
فيها عباقرة الدنيا
...
حظهم فيها مدفون
...!
سافروا للعالم
الغربي ...
وأنتم لعقولهم تنسون
...
يا خسارة العقل
العربي ..
ضايع بين لايحة
وقانون ..!
والروتين لابد منه
....
فوق راسنا هناك وهون
...
ازاي يكون الإبداع
...؟!
في عالم كله مجنون
...
في عالم كله مجنون
...
في عالم كله مجنون
...!
في عالم كله مجنون
...!
في عالم كله مجنون
...!
في عالم كله مجنون
...!
في عالم كله مجنون
...!
في عالم كله مجنون
...!
في عالم كله مجنون
...!
في عالم كله مجنون
...!
في عالم كله مجنون
...!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أحمد النجار
شاعر مصري
تعليقات
إرسال تعليق