قصة الأمر الواقع // بقلم أحمد النجار كاتب عربي


 قصة قصيرة
ـــــــــــــــــــــ

               الأمر الواقع ..!
                     بقلم  
                   أحمد عبد اللطيف النجار
                          كاتب عربي

سيمون ، فتاة جامعية تنتمي للجيل  الحاضر ، جيل الانترنت والفيس بوك وشركاهم تويتر  وانستجرام  !
نشأت وتربيت وسط  أسرة مترابطة ، تحرص كل الحرص علي القيم والمبادئ والأخلاق  الراقية .
أخيها عاطف الأكبر منها سناً ، حصل علي شهادته الجامعية والتحق مبكرا بسوق العمل .
كانت سيمون  وأخوها عاطف يذهبان معاً لقضاء بعض الوقت  مع الشلة في نادي الجزيرة العريق ، وذلك تحت أعين ورقابة الأب والأم .
منذ فترة تعرفت سيمون علي شاب من أصدقاء الشلة وأحبته كثيرا ، وكان عمرها لا يتجاوز 17 سنة .
أي إنه حب مراهقين !
نصحتها أمها كثيرا بالابتعاد عن ذلك الشاب لأنه لا يناسبها إطلاقا !
لكن سيمون أصّرت علي حبها ومواصلة مشوار العمر معه .
اضطرت الأسرة لمسايرتها ، علي أن تلتقي به في النادي فقط  وتحت رقابتهم !
لكن ما حدث أن سيمون  وضعت أسرتها كلها تحت سياسة الأمر الواقع !!
وتمادت علاقتها بالفتي العابث فاروق وتوسعت ، وتفرعت حتي أنه تزوجها بعقد كتاب شرعي عند مأذون شرعي دون علم أهلها !!
عندما علمت الأم المكلومة بما حدث من ابنتها ؛ أصابتها صدمة عصبية عنيفة ، وتشتت تفكيرها ، ماذا تفعل معها ؟!!
هل تخبر أبيها بما حدث ؟
هل تخفي عنه ما حدث ؟!!
عاشت الأم المسكينة في حيرة شديدة !
فكرت في اللجوء إلي عمها لمساعدتها في علاج تلك الكارثة ، وإجبار الفتي النذل فاروق علي تطليق ابنتها .
لكنها تراجعت في اللحظات الأخيرة خوفاً من الفضيحة .
فكرت الأم كثيرا ، حتي إذا وافق فاروق وطلّق ابنتها ؛ فماذا سيكون مصيرها بعد تلك الفضيحة ، وكيف ستتزوج مرة أخري بغير أن يُفتضح أمرها ؟!!
في النهاية استخارت أمها ربها وأخبرت زوجها بما حدث من ابنتهم العابثة سيمون .
كانت صدمة الأب شديدة ، حتي أنه فكر في قتل ابنته الوحيدة وغسل عاره بيديه !
وبصعوبة بالغة استطاعت أمها إقناع أبيها بأن يستدعي الفتي المجرم فاروق  لزيارتهم في  المنزل .
عندما حضر فاروق ، كانت صدمة الأسرة كلها شديدة عندما رأت أمامها فتي مستهتر ينتمي إلي أسرة شعبية جدا !
هنا سأل الأب زوج ابنته التافه فاروق عن الثمن الذي يريد كي يطّلق ابنته ؟!
كان رد فاروق أنه سوف يطلّقها مقابل مئة ألف جنيه !!
هكذا ظهر الفتي الحقير علي حقيقته البشعة !
اضطر الأب للموافقة ، حتي ينقذ سمعة ابنته الوحيدة  والأسرة كلها !
تم الطلاق بالفعل ، بعد أن دفع الأب المسكين للفتي النصاب المجرم مئة ألف جنيه !
وعاشت سيمون تدفع ثمن تهورها وطيشها واندفاعها الأحمق ، وخروجها علي طاعة والديها !
أصبحت امرأة مطلقة ، لا يتجاوز عمرها 17 سنة !!!
كانت سيمون ضحية هواها وسياسة الأمر الواقع !!
وتلك صرخة تحذير  لكل الفتيات ألا ينخدعن بالمظاهر  البراقة ، والكلام المعسول من أشباه الرجال ، ويقعن ضحية سياسة الأمر الواقع !
ــــــــــــــــــــــــــــــــ  ولله الأمر من قبل ومن بعد ـــــــــــــــــــــــــــــ
أحمد عبد اللطيف النجار
      كاتب عربي


تعليقات