مذابح المستعمرين في إفريقيا ///// 3 ///// بقلم أحمد النجار // كاتب وثائر إفريقي


 مذابح المستعمرين
     في أفريقيا  3
     ـــــــــــــــــــــــ

                        مأساة شعب الكونغو
                      مذبحة 10 ملايين أفريقي
                       علي يد مجرم بلجيكا
                        الملك ليوبولد الثاني

                                 بقلم
                     أحمد عبد اللطيف النجار
                         كاتب وثائر إفريقي

                    بداية المأساة

تعرض شعب الكونغو  إلي مآسي يشيب من هولها الوليد ، كانت المدة التي حكم فيها المجرم ليوبولد الثاني بلجيكا مليئة بأقسى أنواع الظلم والاستعباد للبشر !
في عام 1885 أصدر المجرم ليوبولد الثاني قانونا يجعل كل أراضي الكونغو ملكاً شخصياً له ، وعلي الفور قام زبانيته المجرمين بإجبار أهل البلاد الأصليين علي ترك
كل جزء من الأرض يرونه يستحق التمّلك !
وأصبحت كل موارد الكونغو من المطاط والعاج احتكاراً لسلطة الملك المجرم !
وانطلق رجال المجرم يسخّرون العمال الإفريقيين في الكونغو للعمل بنظام السخرة لاستخراج المطاط من الغابات دون مقابل سوي قطعة ملابس واحدة في الشهر !!
يا إلهي ، هل سمعتم عن قسوة وجبروت مثل جبروت الشيطان  ليوبولد الثاني ؟!!!!
يعمل العامل الأفريقي المستعبد المسكين طوال الشهر وفي ظروف مناخية صعبة جدا مقابل قطعة ملابس واحدة من الخنزير ليوبولد !
وماذا بعد ...؟
وإذا فشل العامل في استخراج المطاط يكون عقابه الفوري هو التشويه والقتل !
حتي اعترفت مصادر رسمية بلجيكية أن سكان الكونغو كانوا سنة 1900  ( 20 ) مليون نسمة ، وأصبحوا سنة 1906  ( 12 مليون نسمة  فقط ) !!
وأن حكم المجرم ليوبولد كلّف الكونغو ما بين خمسة إلي ثمانية ملايين أفريقي وأفريقية  مقتولين !!!!!
كان المجرمين المستعمرين من رجال  ليوبولد
الثاني يقومون بتقطيع أوصال الضحايا ، وكان الشخص الذي لا يرضي عنه سيده ؛ تُقطع يده أو قدمه !
وفي أحيان كثيرة تُقطع الاثنان معاً !
وكان رؤساء فرق العمل الأوربيين لكي يبرهنوا علي كفاءتهم لأسيادهم في ارتكاب تلك الجرائم البشعة ؛ يحملون إلي رؤسائهم سلات مليئة بالأيدي والأقدام الأفريقية المقطوعة !
تلك كانت هي الصورة الاستعمارية البشعة التي تركها مجرم بلجيكا ليوبولد الثاني في الكونغو المغتصبة !

                    الكونغو مستعمرة بلجيكية !
ذلك هو ما حدث بالفعل في آخر عهد المجرم ليوبولد الثاني ، صارت الكونغو  الأفريقية مستعمرة بلجيكية رغم اعتراض بريطانيا وبعض الدول الأوربية الاستعمارية !
وافق البرلمان البلجيكي سنة 1908 علي اعتبار الكونغو مستعمرة بلجيكية !

                    وزارة المستعمرات البلجيكية
ارتبطت الكونغو بموجب قانون صدر سنة 1908  بوزارة المستعمرات البلجيكية ، وأصبح وزير الكونغو هو مستشار الملك الجديد !
كانت صلاحياته واسعة جداً في تشريع القوانين الصادرة من الكونغو .
في عام 1910 ازدادت الأوضاع تعقيدا في الكونغو ، فرأى المستعمر البلجيكي ضرورة استغلال زعماء القبائل في الكونغو وجعلهم وسيلة لتهيئة أبناء القبائل في المستعمرة ، وتم إشراك العناصر المحلية من أبناء شعب الكونغو  في المناصب الإدارية .
وقسمت الإدارة البلجيكية الساحة الجغرافية الكونغولية إلي تقسيمات إدارية وسياسية كثيرة بلغت ستة أقاليم ، والتي تم تقسيمها بدورها إلي  مديريات ، بلغ عددها 32 مديرية ، لكل منها مدير أوروبي ، وتم تقسيم المديريات بدورها إلي مراكز صغير لا حصر لها !!
&&  تعليقي ......
نفس الأسلوب الذي يتبعه المستعمر الأمريكي حاليا في العالم العربي الضعيف !
وذلك كان تخطيط المجرمة كونداليزا رايس  مستشارة الأمن القومي الأمريكي في عهد الرئيس الأمريكي بوش الإبن !
نادت تلك الداهية بالشرق الأوسط الجديد !
وصدّقها العرب المغلوبين علي أمرهم ، ثم كانت الفوضي الخلاّقة في كل الدول العربية !
فوضي مشبوهة تدفع  كل الشعوب العربية اليوم ضريبتها !
&& نعود إلي مأساة الكونغو .........

                   الكنيسة والمستعمر البلجيكي

الكنيسة قوة مساوية تماما  لأثر الحكومة البلجيكية علي الحياة العامة في الكونغو المحتلة ، وذلك لأن 90%  من الشعب البلجيكي من الكاثوليك !
وقد ظهر أثر الكنيسة الكاثوليكية في الكونغو في التعليم بشكل خاص ، ففي سنة 1925 عقدت الحكومة البلجيكية اتفاقا مباشراً مع الجمعيات التبشيرية كي تمارس نشاطها التعليمي والتبشيري بين أبناء الكونغو المقهورين !
قام المستعمر البلجيكي الملعون بإنشاء عدة مدارس في أنحاء الكونغو .
في سنة 1938 بلغ عدد المدارس في الكونغو 24 مدرسة  للأوربيين  وسبعة مدراس فقط لأبناء البلد الأصليين !
وارتفع العدد سنة 1954 إلي 31 مدرسة كاثوليكية للأوربيين بالإضافة إلي 13 مدرسة علمانية ، أما نصيب الأفارقة فكان 15 مدرسة فقط كلها للمبشرين !
ولم يزد عدد المدارس الثانوية عن خمس مدارس فقط !
&& تعليقي ....
بمناسبة التبشير والمبشرين ، لي مع المبشرين في إفريقيا قصة أغرب من الخيال (( قد )) تعرفونها ذات يوم إن شاء الله .
&& عودة إلي مأساة الكونغو .......
عاشت الكونغو  في عهد الحكومة البلجيكية مساوئ وفظائع لا  تقل عن الفظائع التي أثارت الرأي العام العالمي في بداية القرن العشرين ، والتي أدت إلي تحول إدارة الكونغو من ملك شخصي للملك الخنزير ليوبولد الثاني إلي مستعمرة بلجيكية تابعة للحكومة البلجيكية !
وضعوا القوانين التي تبيح السخرة بواسطة الحكومة أو الشركات لضمان العدد الكافي من العمال الأفارقة المستعبدين من الرجل الأبيض !
قامت تلك الشركات الاستعمارية الحقيرة بإسكان العمال في أماكن قريبة من المناجم ، وكانت الظروف الصحية بالغة السوء لدرجة أن شاع الموت بين عدد كبير جداً من العمال .
بلغت نسبة الوفيات بين العمال العاملين في المناجم سنة 1928 ( 60 ) ألف عامل !
تلك كانت صورة موجزة عن جرائم الاستعمار البلجيكي الملعون  بحق أخوتنا المساكين في دولة الكونغو .
في الحلقة القادمة نبدأ معكم طريق الكفاح الطويل لتحرير واستقلال الكونغو الديمقراطية ، وقصة كفاح بطل الكونغو الشعبي لومومبو ، وكيف نجح المستعمرين الجدد في قتله بسبب خيانة الملعون موبوتو سيسي سيكو !!
وكأن الخيانة وراءنا نحن العرب والأفارقة !!
ومازلنا نعاني من الخيانة والخونة ونحن نعيش في القرن الحادي والعشرين !
صدام حسين قتلوه بالخيانة في العراق !
ياسر عرفات قتلوه بالسم في فلسطين المحتلة !
بطلنا القومي أسامة بن لادن الذي أذاق الأمريكان الذُل والهزيمة في نيويورك ، قتلوه بالخيانة في باكستان !
أحمد عرابي هزموه الإنجليز بالخيانة في مصر !
لعن الله الخونة والخائنين لأوطانهم في كل زمان ومكان !
ـــــــــــــــــ موعدنا مع ثائر إفريقيا الأعظم باتريس لومومبا .
ـــــــــــــــــــــــــــــــ قريباً جداً إن شاء الله .
ـــــ&& المصدر : دراسة قيّمة جدا بعنوان ( تاريخ الكونغو السياسي 1885 / 1960 ) تأليف الدكتورة أزهار محمد عيلان / قسم الدراسات الإفريقية / جامعة بغداد .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أحمد عبد اللطيف النجار
   كاتب وثائر إفريقي









تعليقات