مذابح المستعمرين في إفريقيا ///// 2 /////// بقلم أحمد النجار // كاتب وثائر إفريقي


 مذابح المستعمرين
     في أفريقيا   2
     ـــــــــــــــــــــــ

                        مأساة شعب الكونغو
                      مذبحة 10 ملايين أفريقي
                       علي يد مجرم بلجيكا
                        الملك ليوبولد الثاني
                          
                                 بقلم
                     أحمد عبد اللطيف النجار
                          كاتب وثائر إفريقي

بعد أن يأس الملك المجرم ليوبولد الثاني ، ملك بلجيكا من تأييد البرلمان والوزارة له في احتلال الكونغو والاستيلاء عليها وضمها لمملكته ؛ قرر إنشاء جمعية الكونغو الدولية وتمويلها من ماله الخاص ورصد لذلك مبلغ قدره أربعون ألف جنيه وقتها !
واستعان الملك المجرم بأحد المغامرين المشهورين ، هو هنري ستانلي الذى عاد لتوه من الكونغو وأشار علي الملك المجرم بضرورة الاستيلاء علي الكونغو !
وأصبح الملك المجرم ليوبولد الثاني هو نفسه رئيس جمعية الكونغو الدولية ، حتي يصبغ عليها طابع بلجيكي خالص وكأن الكونغو عزبة أبوه !
في عام 1878 قام الملعون هنري ستانلي برحلة استكشافية لبحث طرق الوصول إلي الكونغو ، ونجح بالفعل من الوصول إليها سنة 1879 وفي الرحلة الاستكشافية الثانية نجح ستانلي في عقد سلسلة من الاتفاقيات الثنائية مع رؤساء القبائل ، وتأسيس 22 محطة تجارية علي نهر الكونغو !
فتح الملعون ستانلي أبواب الكونغو علي مصراعيها أمام الملك المجرم ليوبولد الثاني !
قام ستانلي كذلك بتشييد بعض المدن في الكونغو مثل مدينة فيفي وكانت أول عاصمة لإقليم الكونغو ، وقام بالتوغل علي طول مجرى نهر الكونغو وقام بتأسيس مدينة جديدة أطلق عليها ليوبودفيل ، ومدينة أخري أطلق عليها ستانلي فيل !
ساعتها نظر زعماء قبائل الكونغو إلي كل تلك الإجراءات التي نفذها الملعون هنري ستانلي ، فاطمأنت نفوسهم أن ما يفعله الملك المجرم ليوبولد الثاني مجرد نشاط تجاري بحت !!
وقد استفاد المجرمين الصهاينة من تجربة مجرم بلجيكا
ليوبولد الثاني ، عند احتلالهم فلسطين ، في البداية كانوا يشترون الأراضي والبيوت من أهل فلسطين بأسعار فلكية ، ويزاولون نشاطهم التجاري فيها ، فظن الفلسطينيين أنه مجرد نشاط تجاري بحت ، ثم كان وعد الملعون بلفور بأن تكون فلسطين هي وطن اليهود المشردين في كل أنحاء العالم !
يعني العرب لم يتعلموا أي درس من اغتصاب الخنزير ليوبولد الثاني للكونغو !
فاغتصب اليهود وطنهم الفلسطيني الضائع واحتلوا المسجد الأقصى  ، وأخيراً كانت أوامر المدعو ترامب الأمريكي بأن تكون القدس عاصمة إسرائيل الأبدية !
ولم يفعل العرب ، كل العرب شيئاً سوي الشجب والإدانة !
هل  نحرر فلسطين بالشجب والإدانة فقط ؟!!
أين إرادة الشعوب الحرة ؟!
أين ذهبت الكرامة العربية ؟!!
&& نعود إلي مأساة الكونغو .....
بدأت أطماع الدول الأوربية الاستعمارية تتجه صوب الكونغو الفريسة السهلة لكل الكلاب المستعمرين !
من تلك الدول بريطانيا  التي احتلت مصر 80 سنة وكذلك البرتغال وأيضاً فرنسا التي أرسلت سنة 1880 بعثة بقيادة المستكشف الإيطالي الأصل دي برازا إلي الكونغو
نجح الملعون في تأسيس أول مستعمرتين فرنسيتين هناك هما الكونغو فيل والجابون !
ساعتها استشاط الملعون ستانلي غضباً وتحرك فوراً نحو الشاطئ الجنوبي لنهر الكونغو وقام بعقد اتفاقيات مشابهة لصالح مجرم بلجيكا الملك ليوبولد الثاني !
وتدخلت ألمانيا هي الأخرى لأخذ قطعة من الكعكة الإفريقية وعقد الملعون بسمارك مؤتمر برلين سنة 1885 لبحث واقع ومستقبل الكونغو ، وفي مؤتمر المستعمرين الأوغاد نجح مجرم بلجيكا ليوبولد الثاني في كسب طرف دولي جديد لصالحه ، تلك هي الولايات المتحدة الأمريكية التي اعترفت بالجمعية الدولية للكونغو التي أسسها المجرم ليوبولد الثاني مقابل أن يمنح  الأمريكان حق التجارة الحرة في الكونغو !!
أرأيتم كيف كان يتهافت الكلاب لاغتصاب الكونغو !
نجح الملك المجرم في اكتساب تأييد (( كل )) الدول الأوربية لاستيلائه علي الكونغو المغتصبة !
بعد انتهاء مؤتمر الملعون بسمارك بقليل تمكن  المجرم ليوبولد من إقناع كل من ألمانيا وبريطانيا وفرنسا والنمسا ، وهولندا وأسبانيا وروسيا والنرويج والبرتغال والدنمارك ، بالاعتراف بجمعية الكونغو  الدولية كدولة حرة ذات سيادة !
اعتبرت تلك الدول الاستعمارية  الكونغو جزءاً من ممتلكات الملك المجرم ليوبولد الثاني !
بل وأصبحت الكونغو بعد مؤتمر برلين أول دولة افريقية  مُعترف بها دولياً !
في سنة 1886  قام مجرم بلجيكا ليوبولد الثاني ، بتأسيس شركة الكونغو لاستغلال  الثروات المعدنية ، لتكون تلك الشركة أول مشروع بلجيكي في قلب القارة الإفريقية !
من هنا تبدأ أول فصول مأساة استعباد الإنسان لأخيه الإنسان ، ويتم ذبح ملايين الأبرياء من أبناء الكونغو علي يد المجرم الملعون ليوبولد الثاني  ( لعنه الله ) .

&& للمرة الثانية لا أريد منكم تعليقات الإعجاب ، بل الدعاء الخالص علي الملك المجرم ليوبولد الثاني ملك بلجيكا وعلي كل شعبه الماضي والحاضر !
يهمني أن تفور دماء الغضب في عروقكم  وتثورون ألماً وحسرة علي  ماضي وحاضر أمتنا العربية والإفريقية !
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
&& المصدر : دراسة قيّمة جدا بعنوان ( تاريخ الكونغو السياسي 1885 / 1960 ) تأليف الدكتورة أزهار محمد عيلان / قسم الدراسات الإفريقية / جامعة بغداد .

ـــــــــــــــــــــــ للحديث بقية إن شاء الله ـــــــــــــــــــــــ
أحمد عبد اللطيف النجار
    كاتب وثائر إفريقي  







تعليقات