حوارات المجنون وليلي 12
ملحمة جديدة عن قيس العاشقين
سجال بيني وأحمد مطر وأبي العتاهية
وأحمد شوقي وحافظ إبراهيم وعنترة
وعبلة وقيس بن الملوح وليلي
العامرية
ــــــــــــــــــ
الجزء التاسع
كلمات
أحمد
عبد اللطيف النجار
شاعر عربي
&&& اسمي في السجال شاعر قيس .
& يقول الشاعر أحمد مطر .........
فهمت الآن يا ولدي .... لماذا قلت لا تكبر ؟!!
فمصر لم تعد مصرا ..... وتونس لم تعد خضرا
وبغداد هي الاخري .... تذوق خيانة العسكر
وإن سألت عن الأقصى ..... فأن جرحهم أقسي
بني صهيون تقتلهم ..... ومصر تغلق المعبر
وحتى الشام يا ولدي .... تموت بحسرة أكبر
هنالك لو ترى حلبا ...... فحق الطفل قد سلبا
وعرض فتاة يغتصبا ..... ونصف الشعب في المهجر
صغيري أنني أرجوك لا تكبر ... فأمتنا ممزقة
وأمتنا مقسمة وكل دقيقة تخسر
وحول الجيد مشنقة ...... وفي أحشائها خنجر
هنا سيسى ..... هنا سبسي
هنا حوثي ..... هنا حفتر
هنا إيران وأمريكا وإسرائيل
هنا
عربي يخذلنا ومسلم جاء ينحرنا
وإرهابي
يفجرنا .... ولا ندري لم فجر ...!
&& يرد شاعر قيس ........
فهمت الآن يا أبتاه ...... لماذا قلت لا تكبر ..
فأوطاني ممزقة
.... شعوبنا عجزت لا تقدر..
ذئاب الغدر تحكمنا ..... تقول ربيعنا أخضر ..
ومات ربيعنا المزعوم .... وصار خريفه أصفر ..
فهل نعيش عمرين ...... أم عمر واحد لا أكثر !
وهل من حق عربي .... أن يسأل ويستفسر ..؟
لقد خسرنا كل شيء .... فمن يكسب ومن يخسر؟!
فذاك سيسي وسبسي
.... وذاك يدعونه حفتر ...!
وذاك بشيرنا المزعوم ..... كان علي شعبه أخطر ..!
عرفت اليوم يا أبتاه ....... أن وطننا عمره أصغر
..!
&& يرد أحمد بك شوقي ......
ربما قد عشنا زمن ....
تلاشت فيه الذنوب ....
ربما قد نحيا دهراً ....
نبحث عن ثغرة هروب ...
شعبنا عاش يقاسى ....
كل قهر وكروب ....
نسأل الله السلامة ....
للأوطان والشعوب ...
&&
يرد حافظ بك إبراهيم .....
عشنا زمن الاحتلال .....
كل شائبة الحروب ....
قلنا نفديكِ بلادي ...
ونقهر كل الخطوب ....
وبنينا فيكِ مجداً ....
يجعل العاصي يتوب ....
وتبقي مصر أبية ....
روحنا فيها تذوب ...!
&& يرد عنترة العبسي .....
ربما قالوا عليّ ....
لون بشرتي سواد ....
قد جهلوا كل فعالي ....
لو كان سيفي أراد .....
سيبقي عشقي رسولي ....
وحنيني انفراد ....
&& ترد عبلة العبسية ......
ربما عنترة يغضب ....
يغلبه شوق البعاد .....
لكنه فارس كبير ....
سيفه يحمي العباد ....
ينتصر ليس لنفسه ....
بل لإنقاذ البلاد ....!
&& يرد إمام الزاهدين أبي العتاهية
......
ربما تزهد روحي ....
في حياتكم الفانية ....
كلكم رهن هواها ....
وهي ليست باقية ....
لو كانت لغيرك ....
ما بناها العنكبوت ....
في خيوط واهية ....!
&& يرد قيس العاشقين .......
ربما أنسي روحي ....
روح ليلي في دمائي ....
عشقها نبض حنيني ....
وحنينها رجائي .....
اسأل العطف وتأبي ....
ويثور استيائي ....!
&& ترد ليلي العامرية ......
هل يثور قيس عليّ ...
أم تثور كبريائي ....؟!
ارتديت ثوب عز ....
والخجل كان ردائي ...!
هل يفرح قيس بصدقي ...
أم يخدعنه ريائي .....؟!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
&& يقول إمام الزاهدين أبي العتاهية
......
وفرز النفوس كفرز الصخور ...
ففيها النفيس وفيها الحجر ...
وبعض الأنام كبعض الشجر ....
جميل القوام شحيح الثمر ....
وبعض الوعود كبعض الغيوم ....
قوي الرعود شحيح المطر ...
وكم من كفيف ... بصير الفؤاد ..
وكم من فؤاد ... كفيف البصر ..
وخير الكلام قليل الحروف ....
كثير القطوف بليغ الأثر ...
فقطرة ماء مرارا تدق ....
علي الصخر حتي يشق الصخر ..!
&& يرد الشاعر أحمد مطر ....
وكم قد رأيت بلاد العرب ....
فيها العزيز تلاشي واندحر ..
وذهب المعز صار صفيح ....
لو عاش بيننا لأنتحر ....!
أتلك حقاً بلاد العروبة ....؟
شعوب غريبة تعيش الهوان ..
تلاشت ولم يبق لها أثر ...!
&& يرد أحمد بك شوقي .....
رأيت نفوس تحب العذاب ...
وتقبل أن تعيش الخضوع ...
وتأبي روحي
علي نفسها ...
تثور في جنباتي الضلوع ...
حياة كريمة تساوى الكثير ....
وعيش المذلة لنفس تجوع ...!
لا تأكل الحرة من ثديها ....
عزيزة نفس دون خنوع ....!
&& يرد حافظ بك إبراهيم .....
كتبت قصيدي في نهر عظيم ....
تملأ مياهه كل الفروع ....
يحفظ في مصر وجه الحياة ...
ويدعو فجرها للطلوع ....
ويشرق وجه الحقيقة في وطني ..
شمس تنير بكل سطوع ...!
&& يرد عنترة العبسي .....
رأيت نفوس المحبين ....
تبيع الكرامة ببعض الغرام ....
وليت كل الغرام حقيقي ....
أو كان عشقاً جليل المقام ...
عشقت عُبيل بقلب كبير ....
وحب نبيل وكل
احترام ...
&& ترد عبلة العبسية .......
عرفت عنترة فارس أصيل ....
وقلب شجاع جسيم المهام ...
يحب ولكن دون خضوع ....
ويدرك كيف خشوع الغرام ..
ولو قال شعرا مصيره الخلود ..
وليس
هراء مجرد كلام ...!
&& يرد شاعر قيس .......
عنترة وعبلة نفوس أصيلة ...
هزمت اليأس والمستحيل ...
كان هواهم خريطة عشق ....
ترسم غرام الزمن الجميل ...
وكان اشتياق قلبهم غرام ...
فليس لديهم غرام بديل ....!
&& يرد قيس العاشقين ......
ترددت في حب ليلي كثيراً ....
فكم جرحتني في كبريائي ...
قالوا جُننت من أجلها .....
وعقلي ضاع فيه حيائي ....
ولو يعقلون شوق حنيني ...
لعرفوا أن هواها دوائي ...!
&& ترد ليلي العامرية ......
ألا ويح قيس لا يتوب ....
وينشد قصيد فيه استيائي ...
كفاك تنادي ليلي الحزينة ...
تقول حنيني إليها رجائي ...
وكم قد نصحتك لم ترعوي ...
وكم قد ظننتك لقلبي وعائي ..!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
&& يقول الشاعر أحمد مطر ......
لا تطلبي الحرية أيتها الرعية ...
لا تطلبي الحرية ، بل مارسي الحرية ...
إن رضي الراعي
.... فألف مرحبا ...
وإن أبي ....
فحاولي إقناعه باللطف والروية ....
قولي له أن يشرب البحر ...
وأن يبلع نصف الكرة الأرضية ....
ما كانت الحرية اختراعه ....
أو إرث من خلفه ......
لكي يضمها إلي أملاكه الشخصية ..!
&& يرد شاعر قيس ......
كيف نطلب الحرية ،
وشعوبنا عاشت ضحية ...؟!
ترجو من الحاكم حناناً،
يحنو عليها بافتراء ....
دون عطف أو روية ...!
تسأله هل هذا عطف ..؟
أم جنون وأذية ....!
وتطلب
منه حلول ....
لأزمات الرعية ....
يصرخ الحاكم فيهم ....
حكمت شعوباً ميتة ....
كنت أظنها حية ....!
أفنيت زهرة شبابي ....
كي أحفظ وطني الحزين ...
وخسرت القضية ....!
&& يرد أحمد بك شوقي .......
أيها الحاكم احذر .....
من غليان الشعوب ...
الرماد فيه نار ....
تشتعل بها القلوب ....
سوف تنفجر في لحظة ...
دون خوف أو هروب ....
لو بنيت ألف حصن ...
كل حصونك تذوب ....
لو أراد الشعب ثار ....
من الشمال للجنوب ....!
&& يرد حافظ بك إبراهيم .......
كل وادي النيل ثار .....
يصطلي نار الحروب ...
كنا ننادي بوحدة ....
بين أبناء الشعوب .....
وطنية فيها انتماء ....
فيها بذل ودماء ....
دون حزن وكروب ....
&& يرد قيس العاشقين ......
حرية الحب أراها .....
كلنا فيها عبيد ...!
قد خضعنا لهوانا ...
العاشق يبدو سعيد ...!
قد خدعه هواه ....
عشقه قيد حديد ....!
قد توّهم أن حبه ....
عاش في قلب مشيد ....!
&&
ترد ليلي العامرية .....
اعتراضك لا يجوز ....
يا قيس عمري الوحيد ...
العشق يعني الكثير ....
للأحرار والعبيد ....!
وأنت قد عشت حباً ...
أنشدت فيه القصيد ....
لا تراوغ في حنينك ....
كم عاش عقلك شريد ..!
كم عاش عقلك شريد ....!
&& يرد إمام الزاهدين أبي العتاهية .....
قد زهدت
في الحرية ...
عندما رأيت شعوباً ....
ثارت علي نفسها ....
دون صبر أو روية ....!
طلبت عيش كريم .....
كان عيشها مسرحية ...!
وصرخت أين العدالة ..؟
الراعي شطب القضية ...
قال شعبي خاضع ...
والوطن كله ضحية ....!
الوطن كله ضحية ....!!
&& يرد عنترة العبسي ......
أين حرية عبيد ...
عاشوا في ذُل وبؤس ....
وقيود من حديد ....؟
من يعيش اليوم منهم ....
غداً يصبح شهيد ....!
هل عرفتم صدق قولي ...
أم أقول المزيد ....؟!
&& ترد عبلة العبسية .....
لا تقول عنترة ....
منَ بقولك يستفيد ..؟
قومي تلك عقولهم ...
فيها صدأ وصديد ..!
دع سيفك يقصف ....
سيف قوم من جريد .!
فيهم أشباه رجال ....
بل ليس فيهم رجل ...
نرتجي فيه الأمل ...
بين قول ووعيد ....!
بين قول ووعيد ....!
بين قول ووعيد ....!
بين قول ووعيد ....!
بين قول ووعيد ....!
بين قول ووعيد ....!
بين قول ووعيد ....!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أحمد عبد اللطيف النجار
شاعر عربي
تعليقات
إرسال تعليق