ملحمة ابن النيل ///// 1 ////// الرئيس محمد نجيب // ابن مصر



 ملحمة ابن النيل
الرئيس محمد نجيب
//////  1  ///////
ــــــــــــــــــــــــــــ

                             ابن مصر
                 الرئيس محمد نجيب
                              الحلقة الأولي
                                    بقلم
                       أحمد عبد اللطيف النجار
                               كاتب عربي

&&  المصدر الرئيس لملحمتي  كتاب كنت رئيساً لمصر  // مذكرات الرئيس الراحل محمد نجيب .
الناشر // المكتب المصري الحديث // القاهرة .
طبعة 1984 م .
بالإضافة  إلي مصادر أخرى متعددة من الشبكة العنكبوتية ( الانترنت ) وكذلك الصور التوضيحية من صديقنا العزيز جوجل .
ويا رب  تفهموا بقي أن دي ملحمة تاريخية ليست سياسية   !
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 بأحبك يا مصر
وبأعشق ترابك
بأحبك يا بلدي
وبأسعى في رحابك
بأحبك يا وطني
وبأعشق جنابك
وأصرخ واسأل ..
إيه اللي نابك ؟!!
مين السبب ..
يا روحي  في عذابك ؟!
&&&&&&&
بأحبك يا مصر ..
يا أم الحبايب
في حقك يا غالية
عمري ما سايب
وعزمي شديد
وعمري ما هايب
قلبي الضعيف
يحبك ودايب
&&&&&&
ها أضحي يا مصر
بروحي وولادي
وأصرخ وأزمجر
في وجه الأعادي
واصّبح عليكي
بروحي وأنادي
بلادي ... بلادي
بلادي ... بلادي
بلادي ... بلادي
ولو كنت أجوع
وأعطش علشانك
أيدك تطبطب ...
وتعطيني زادي
&&&&&&&
علشان أنتِ ...
مصر العظيمة
عظيمة...
تحبي ولادك ..
بنية سليمة
وتمسح دموعهم..
لأنك حليمة
ويغلط في حقك
ولاد التراكوة..
ولاد اللئيمة
تقولي سيبوهم
دا ما لهومش قيمة !
تقولي سيبوهم ...
دا مالهومش قيمة !!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إنه الرئيس الراحل  محمد  يوسف نجيب  ، أول رئيس ( شرعي ) لمصر بعد سقوط مملكة فاروق الفاسدة !
إنه من وضع روحه علي كفه وقاد الضباط الأحرار  في ثورتهم ألكبري يوم 23 يوليو سنة 1952.
إنه الرئيس الذي عاش في الظل حياً وميتاً !!
حتي بعد رحيله لم يعد يتذكره أحد من المصريين  !
عشنا طوال حكم الطاغية  ، ونحن نجهل من هو محمد نجيب !!
عاش محبوساً ، مُحددة إقامته  طوال عهد الديكتاتور  !!
كنا نتساءل في  حسرة ، لما ذا يحددون إقامته ؟!!
لماذا يخافون منه  وهو لا حول له ولا قوة ، وقد بلغ من العمر عتيا ؟!!
ومن حسن حظنا ان ترك لنا رئيسنا الراحل محمد نجيب  مذكراته ، كي نعرف تاريخنا  المجهول  عن ثورة 23 يوليو 1952.
يقول الرئيس محمد نجيب في مقدمة مذكراته المدهشة .....
اقترب الآن من النهاية ، واحزم حقائبي  استعداداً للرحيل.
إنني في الأيام التي يكون فيها الإنسان معلقاً بين الأرض
والسماء .
في تلك الأيام التي يختفي فيها تأثير الجسد علي البشر  ويبقي نفوذ الروح .
ويبتعد فيها الإنسان عن المادة ويغطي نفسه بالشفافية  ، وينسي الألم والسلطة والمال  والولد ، ولا يتذكر إلا الحق والتسامح والصدق والخير  .
 أنام علي الفراش ، وأقرأ علي الفراش ، أحيا أيامي الأخيرة مع أحزاني وشيخوختي ، جسدي نحيف ، شهيتي ضائعة ، بصري ضعيف ، حركتي نادرة ، النوم يخاصمني والأرق يرافقني ، ومع ذلك فالذكريات تلاحقني  ، التفاصيل الصغيرة والكبيرة ، وذاكرتي لا تزال تعذبني  بكل ما رأيته وعشته منذ طفولتي إلي الآن !
يومي الطويل وليلي الأطول ، أقضي ساعاتهما في القراءة ، قراءة المصحف الشريف ، وقراءة دفاتري  القديمة التي نجحت في الاحتفاظ بها  سراً طوال أكثر من 30 سنة .
واقضي وقتي أحيانا في قراءة كتب اليوجا والفلك .
لم أكن أتصور أن الله سيمد في عمري إلي هذه اللحظة ، لحظة قراءة هذا الكتاب قبل أن تبتلعه ماكينات الطباعة .
يمكنني الآن أن أموت وأنا مستريح البال والخاطر والضمير .
فقد قلت كل ما عندي ، ولم أكتم شهادة ، ولم أترك
صغيرة ولا كبيرة إلا كشفتها .
إن هذا الكتاب سيعيش أطول مما عشت ، وسيقول أكثر مما قلت ، وسيثير عني جدلاً بعد رحيلي أكثر من الجدل الذي أثرته وأنا علي قيد الحياة !
&& نبدأ بعون الله مشوار الألف ميل مع ابن النيل  الرئيس محمد نجيب ، أول رئيس جمهورية  بعد زوال الحكم الملكي .
كتب الرئيس محمد نجيب في مذكراته .......
أنا لا أعرف ، بدقة ، تاريخ ميلادي ، أو اعرف ثلاثة تواريخ لميلادي ، ولا اعرف أيهم أصح ، ففي مفكرة أبي الخاصة ، كتب التاريخ الأول  وكان 28 يويو 1899  وكتب أمامه نمرة واحد !
أما التاريخ الثاني ، فقرره القسم الطبي  بالجيش وكان 19 / 2 / 1901  وأشك فيه أيضاً ، لأنه  يخضع لتقديرات الآخرين ، والتي  يسمونها عملية التسنين .
التاريخ الثالث ، وهو الذي اطمئن إليه أكثر هو 7 يوليو  1902 م.
وإذا كنت لا اعرف بالضبط ، تاريخ ميلادي ، فأنني اعرف جيدا أنني وُلدت بالخرطوم ، وكذلك أمي ، أما جدة أمي فمصرية الأصل من المحلة ألكبري .
وأنا اعرف أن جدي لأمي كان ضابطاً كبيراً في الجيش
برتبة أميرالاى ، كان اسمه محمد عثمان بك ، وكان قائد حامية  بوابة المسلمية ، إحدى معاقل الخرطوم الجنوبية ، وكان رجلاً تقياً ، كريماً ، يعرفه العربان  الذين يعيشون  في الصحراء ، ويأتون إلي الخرطوم  لبيع المواشي  والأغنام  لأنهم كانوا ينزلون  في بيته الذي حوّله إلي مضيفة  لهم ، وقد أنقذت هذه المضيفة  جدي عند قيام الثورة المهدية، وسقوط مدينة الخرطوم في يد أنصارها يوم 26 يناير 1885 ؛ من التنكيل به ، وأنقذت أسرته من الذبح !
في ذلك اليوم هاجم  أنصار المهدي  الخرطوم ، وكان بعضهم من العربان الذين يعرفون جدي جيداً .
سيطروا علي سنارة  ودخلوا الخرطوم ، وامسكوا الضابط الآخر الذي كان عليه حماية  أجزاء أخرى من الخرطوم ، وكان اسمه فرج باشا وقطعوه بالساطور ، ثم زحفوا إلي بيت جدي ليقضوا عليه ، ربما بنفس الطريقة ، ويسيطروا علي الخرطوم تماماً !
لكنهم قبل ان يصلوا إليه ، حاول ضابط من ضباطه ، اسمه يوسف مصبعجي ، عائلته لا تزال  في السودان الآن ، وقال له : يا محمد بك ... ماذا تنتظر ؟
لقد دخل أنصار المهدي المدينة وقتلوا فرج  باشا بالساطور ، لابد أن تهرب ، خذ هذا الجلباب  الذي
أحضرته لك ، ألبسه علي بذلتك العسكرية ... واهرب !
فقال له جدي في غضب ...اغرب عن وجهي ، أما أنا فمن الركاب إلي التراب !
وأصر جدي علي أن يقاتل حتي قُتل هو وإخوته الثلاثة رضوان وأحمد وشرف ، وكانوا هم أيضا ضباطاً !
بل أنه قبل أن يواجه قوات المهدى ، أوصي ابنه الأكبر ، صباح ذلك اليوم ، بأن يقتل كل أفراد أسرته إذا سقطت الخرطوم ، حتي يجنبهم ذل الأسر ومهانة العدو !
ولكن هذا لم يحدث .
لم تُقتل الأسرة ، ولم تذق ذل الأسر  ومهانة العدو .
فقد تقدم اثنان من العربان  الذين كانوا ينزلون في مضيفة جدي ، ويعرفون كرمه وشجاعته ، وكانا من أمراء  جيش المهدي ، ليرفعا راية بيضاء علي باب هذه الأسرة بأمر من السيد محمد أحمد المهدي ؛ فأصبحت الدار حرماً لا يُنتهك ، وأصبح أهلها في مأمن من أي اعتداء !
بهذه الصدفة نجت عائلة جدي من الذبح، وكانت تلك العائلة  الصغيرة مكونة من جدتي وابنها الراشد إسماعيل وأخيه الطفل عبد الوهاب وأخته ألرضيعه زهرة ، وهي التي أصبحت فيما بعد أمي .
ـــــــــــــــــــــــــــــ     نكتفي بهذا القدر ـــــــــــــــــــــ
الحلقة الثانية ///// قريبا إن شاء الله .
                           أحمد عبد اللطيف النجار
                                   كاتب عربي                     






تعليقات